كان يا ماكان ..لايحولوا الكلام ولايكمل الا بذكر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ........وبعد
يحكى ان شابا صالحا احب فتاة جميلة تزوجا وبعد مرور سنة على الزواج بدأت انظار الناس تلتفت اليهما فلا اولاد ولا بنات بعد مرور سنة وهذا هو حال المجتمع لا يترك شيئا الا وتكلم فيه ,,اتبعت الاسرة الصغيرة كل وسائل العلاج وقبل ذلك التضرع الى الله ليرزقهما بقرة عين تملي عليهما الفراغ وتخلصهما من نظرات مجتمع لا يرحم ......ومن اجل ملئ ذلك الفراغ الكبير قررت الزوجة بان تقوم هي وزوجها بتربية ارنب او حمامة او قطة ولكن الزوج عارض ذلك القرار واقترح بزرع شجرة صغيرة يتناوبان على سقيها والعناية بها وكان ذلك .....واختارا بذور شجرة التفاح ليدفناها في الارض ولتصبح شجرة كبيرة مثمرة فيما بعد
وبعد مراجعة الاطباء اتضح ان الزوجة بحاجة الى عملية في الرحم ان كانت تريد الحمل ....وسرعان ما استخارت هي وزوجها الله, وقررا ان تخوض العملية بالرغم من تخوف الزوجة الشديد ,أجريت العملية بنجاح كما قال الطبيب للزوج وماهي الى شهور حملت الزوجة بعدها اخيرا بعد انتظار طويل .
كان الجنين يكبر يوما بعديوم وشهرا بعد شهر وكانت الزوجة تعاني احيانا من الم خفيف في الرحم فلما راجعت المستشفى وضحت الكشوفات ان عملية الرحم هي السبب وراء كل هذه الآم ....ولما صارت الام في شهرها الاخير زادت عليها الآم وهي تصبر عليها لانها كانت تريد ذلك الجنين ولا تريد ان تضحي به ابدا واخذت تقول لنفسها :سيزول قريبا كل هذا الألم .
جاء وقت الولادة وكانت ولادة عسيرة جدا كانت عملية قيصرية وليست ولادة طبيعية مما اجبر الاب على ان يتخذ قرار اجراء العملية وهو يعلم ان زوجته خرجت قريبا من عملية مشابهة ,ولكن ماكان عليه سوى الموافقة فلا حل آخر سوى الموافقة على اجراء هذه العملية ,كان الأب ينتظر خروج زوجته وابنه او بما ابنته من غرفة في غرفة الانتظار .....وكانت في عينيه دموع لا يستطيع اخفاءها فكانه يحس بمعاناة زوجته للمرة الثانية ,وما هي الا ساعات حتى خرج الطبيب من غرفة العمليات باحثا عن الزوج فلما لقيه سلم عليه وبارك له خروج زوجته وابنه بالسلامة وكلاهمها يتمتعان بصحة طيبة والحمد لله ولكن الام ستحتاج وقتا حتى تفيق من آثار المخدر (البنج ) اما الابن فهو بكامل صحته وزنه طبيعي وقال الطبيب بلهجته المصرية
(يتربى في عزك ياخوية )).
فرح الاب فرحا شديدا ولم يتمالك نفسه من الفرحة فخر ساجدا شاكرا لله على لطفه ورحمته وعطفه به وبزوجه وبابنه ,,,
بعد خمسة ايام خرجوا ثلاثتهم جميعا من المستشفى وتوجهوا الى البيت ...اخذت الام ترعى وليدها الصغير بالرغم من كل آلامها وتعبها وماهي الا عدة اسابيع اختفى الألم بعدها نهائيا ......وفي المقابل كانت ايضا ترعى بذور شجرة التفاح كما ترعى وليدها فكاما ارضعت وليدها تلت ذلك بسقاية الشجرة .
كبر الابن شيئا فشيئا ......كان بارا طيبا متوفقا في دراسته يأتي الى والده ليسمع ما حفظه من آايات القرآن ..ويسأله عن طريقة حل تلك المسأله الصعبة ...ويردد مفتخرا بنفسه مايقوله الاساتذة عن تفوقه
كانت لديه الكثير والكثير من شهادات التقدير يضعها في ملفه الخاص .....وكان يفخر بوالده حينما يتم تكريمه كونه اب الطالب المثالي ..
ومرت السنيين والاعوام وكانت الشجرة تكبر شيئا فشيئا وبدأت تؤتي ثمارها الحلوة ..........كان الابن خلالها قد وصل الى المرحلة الجامعية ولكنه تغير كثيرا لم يعد ذلك الابن المؤدب والطالب المتفوق والولد المحبوب
اصبح فوضويا جدا .....تعرف الى اصدقاء السوء ,عرف النت واخذ يجول في المواقع الفاسدة يتعرف الى تلك الفتاة ويعاكس تلك ..وكانت الام تنصحة دائما بأن يعود الى سابق عهده وتذكره بما كان عليه ولكن ..لاحياة لم تنادي ..
جلست الام عند شجرة التفاح فوجدتها لم تتغير كما تغير ابنها وجدت انها تثمر وتشع بالبهجة كما عهدتها دوما وتساءلت لماذا لم تتغير شجرة التفاح كما تغير ولدي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكان الاب يجيبها بأن الشيطان واصدقاء السوء وبعد ابنهما عن الدين هي اسباب ذلك ـ كان يقول ذلك متذمرا ـ لا يريد قوله ولكن تعب من النصح فلم يعد يفيد في ابنهما النصح بل على العكس اصبح يتمادى في شهواته وفي الفتن دون اي حياء او خوف او على الاقل تعبير واحترام بسيط لامه وابيه
في يوم من الايام ماتت الام اثر الم شديد اصاب بطنها .....ولما ماتت سأل الابن والده مما كانت تشكوا امي ؟؟.....فأجابه ابوه ان رحمها اللذي اجرت لهما عمليتين احدهما لكي ينجبا به الابن والثانية لكي يخرج الابن منه هو السبب في افاتها ......ولما عرف الابن ندم كثيرا وتاب الى الله وطلب من والده ان يسامحه ......
ثم بعد لك اصبح شابا وسيما صالحا احب فتاة جميلة ..........
الثلاثاء 1 أبريل - 9:56
