السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يتعامل المعلم مع سلوك الطلاب
نعرّج هذه المرّة على كيفية تعامل المعلم مع طلاّبه حيث لم يزل بعض المعلمين
يتشبث بمفاهيم قديمة بالية وباستشهادات ليست في مكانها مما سببت لكثير
من المعلمين الكثير من الاشكالات ..البعض من المعلمين يرى ان العقاب
الجسدي للطلاب هو وسيلة رادعة لكف السلوك السلبي الذي يصدر منهم..
ولا يختلف اثنان في ان هذا الاسلوب غير مجد لعوامل كثيرة
منها الميل الى الشدة بشكل اكثر في حال عدم تحقق الهدف وهذا وارد حيث ان العقاب الجسدي يطفي السلوك لفترة محددة ويعود كما كان سابقا .
.فضلا عن انه في حالة توفر انفعال الغضب فقد يضرب المعلم في أي مكان من الجسم وقد يكون مؤذيا جدا مما يتسبب في ايذاء " ابن الناس " وقد يتسبب في احداث اعاقة له ..عاهة في يديه او عينيه اووجهه أو جسده وهناك امثلة وشواهد كثيرة على ذلك ولذلك فضرب الطلاب محظور في جميع المؤسسات التعليمية في جميع انحاء العالم
للأسف هناك من يزل يستخدمه ويتغنى بايجابياته على الرغم من عدم جدواه .
.كما ان الطلاب الذين يستخدم معهم هذا الاسلوب لم يتقدموا في دراستهم وقد كان سببا من اسباب تسربهم وخروجهم الأزلي ولم يعودوا اطلاقا الى مدارسهم ولم يتمكنوا من اكمال دراستهم.
يتعامل المعلم في صفه مع شرائح طلابية متعددة فمنهم من يعيش في أسرة مفككة
لاعائل لها بفقد الاب مثلا وبقاء الام التي تواجه كما هائلا من المشكلات منها ماهو اقتصادي او اسري او اجتماعي ..الخ
وبعضهم فقد امه ويعيش مع زوجة والده في ضوء طريقة التعامل معه واخوانه فقد يعيش على شفير الهاوية ...وآخر ياتي من أسرة تتوفر فيها مقومات الحياة ..
وآخرقد لا تتوفر له هذه المقومات .
.اذن انت اخي المعلم امام لوحة من الفسيفساء شكلتها الوان وصبغات مختلفة هو فصلك الدراسي الذي تقوم بتدريسه ولهذا يحتاج منك فهم هؤلاء الطلاب مهما كانت خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية ..
فلابد ان تتعامل معهم بعدل ومساواة ..متفهما لاوضاعهم مؤازرا لهم ..متفقدا احوالهم ..تتعامل معهم بالحكمة والموعظة الحسنة ..متسلحا بروح الصبر متوشحا بقيمة التسامح ..متعاملا معهم بانسانية وشفافية ...كان الله في عونك ...متمنيا لك دوام التوفيق.
كيف يتعامل المعلم مع حاجات الطلاب ؟
تواصلا مع الدور الذي ينبغي ان يقوم به المعلم داخل الفصل يتركز في فهمه الواعي لسلوك الطلاب والتعرف على شخصياتهم في ضوء الفروق الفردية بينهم سواء في القدرات اوالميول والاتجاهات والسلوك ..والمعلم الحصيف هو الذي يستطيع التعامل مع سلوك الطلاب وفقا لهذه المعطيات ..ولعل من اهم الجوانب التي ينبغي على المعلم ان يضعها في عين الاعتبار في فهمه لطبيعة خصائص النمو لدى الطلاب وفقا للمرحلة العمرية لدى الطلاب وفي الغالب ماتنحصر بين فترات الطفولة الوسطى لطلاب المرحلة الاولية والطفولة المتاخرة لطلاب الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية والمراهقة المبكرة لطلاب المرحلة المتوسطة والمراهقة الوسطى والمتأخرة لطلاب المرحلة الثانوية ...لكل مرحلة من هذه المراحل خصائص جسمية و معرفية وانفعالية واخلاقية وادراكية واجتماعية لابد ان يلم المعلم بها ويطبقها من خلال آليات التعامل كما انه مطالب بتحقيق مطالب النمو لدى كل طالب وفقا لحاجاته ولكي يلبي هذه الحاجات لابد ان يلم المعلم بهذه الحاجات وطبيعتها فمثلا تتركز الحاجات الاولية في حاجة الطالب الى المأكل الجيد والملبس الحسن والمظهر المقبول ففي هذه الحالة يحرص المعلم بالتعاون مع ولي امر الطالب الى اشباع هذه الحاجات وبامكانه الاستفادة من خدمات المقصف المدرسي في تقديم وجبات ذات عناصر غذائية جيدة والحفاظ على صحة الطلاب ومظهرهم ولذا عادة ما نلحظ اهتماما من بعض ادارات المدارس والمعلمين بالطلاب الذين يعانون من ظروف اقتصادية ومادية وذلك بمراعاة وضعهم الغذائي وذلك بأعطائهم وجبات افطار مدفوعة الثمن والحرص على اهدائهم بعض الملبوسات الشتوية قبل حلول فصل الشتاء او ملابس خاصة بالاعياد وخلافها ...ثم ننتقل الى الحاجات ا لاخرى التي لاتقل باي حال من الاحوال عن الحاجات الاولية للطالب ..وهي حاجة الطفل للأمن بانواعه المختلفة" النفسي والاجتماعي والصحي والديني ..الخ" ويتم ذلك بجعل المدرسة بيئة مدرسية آمنة بما يكفل لجميع الطلاب التعامل الحسن من جميع اعضاء الهيئتين الادارية والتدريسية بعدل ومساواة لجميع الطلاب وان تصان حقوقهم وتحدد مسؤولياتهم وان تطبق اللوائح والانظمة المدرسية بسلاسة واتقان والعمل على تحقيق بيئة مدرسية مشجعة على الانضباط المدرسي بغير تشدد او تزمت وان يشجع الطالب على ان يناقش ويحاور ويحترم الطرف المقابل ملتزما بآداب الحوار الجيد واحترام الرأي الآخر وتغليب روح التسامح واشاعة المحبة مع جميع الطلاب والمعلمين بما يكرّس الأخوة والمعاني النبيلة التي تحث عليها الشريعة الاسلامية الغرّاء لتحل المحبّة بين الطلاب وتنبذ الكراهية بكافة اشكالها والوانها وتقتلع جذور الغلو والتطرف من نفوس الطلاب وان يكون المعلم هو من يبادر الى غرس القيم النبيلة ومقومات السلوك الفاضل بما يؤكد تحمله لمسؤولية الدور التربوي الذي يقوم به والامانة التي يتسنمها ..ويالها من امانة جسيمة ومسؤولية كبيرة