ما هي الحياة الزوجية
الكثير منا من ذكور وإناث لا يعرفون ما هي الحياة الزوجية ، وتتجسد
لهم الحياة الزوجية على أنها ملبس ومأكل ونوم وجنس فقط ... فلو كانت هذه الحياة
الجنسية !!! فما
فضلها على حياة البهائم والحيوانات فكلها تقوم بمثل هذه الممارسات .. وإنا هنا لا
أقلل من أهمية ما ذكر فهذه ما تسمى بالشهوانيات الحيوانية ... إذا ما هي الحياة
الزوجية
لقد جسد الله سبحانه وتعالى الحياة الزوجية أفضل تجسيد في قوله عز
وجل : )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(فلو نظرنا إلى هذه الآية
لوجدنا فيها أسما معاني الحياة الزوجية بعيداً عن كل المهاترات التي يتشدق بها
علماء التربية والنفس والاجتماع ... فقد ذكر الله أنه خلق لنا ( الرجال ) من أنفسهم
أزواج ، أي أن الزوجة من نفس زوجها وهذه ليس لأبونا أدم فحسب بل لكل زوج فالزوجة
من نفسه ومن طبيعته ومن أحاسيسه ومشاعره ... ثم قال رب العزة لتسكنوا ، فما هو
السكن أنه الهدوء والاستقرار والطمأنينة والهناء . ثم قال وجعل بينكم أي بين الرجل
وزوجته مودة ورحمة ، والناظر إلى هذين المصطلحين يجد أنهما متشابهين في المعنى مع
أنهما بعيدان عن بعضهم ولتوضيح ذلك يقول أبو حامد الغزالي : المودة في هذا الباب
تختلف عن الرحمة الزوج يمسك عليه زوجته لأن ينهم مودة فهو يحبها وهي تحبه وبالتالي
فهو يتمسك بها ويبقيها على ذمته كزوجة محببه إلى نفسه ... وأما في حال عدم محبتها
ومتمسك بها فهنا تكمن الرحمة فهو لا يستطيع تطليقها إما رحمة بها ، أو رحمة بنفسه
من مشقة التكلفة المترتبة على ذلك ، أو رحمة بالأطفال النتاج الطبيعي هذا التزاوج وهذا
سبب تمسكه بها الرحمة ثم ختم الله الآية بأن ذلك لقوم يتفكرون في هذه العلاقة
المقدسة التي شرعها الله بين الذكر والأنثى فهل تفكرنا في هذه الرابطة وهل تدبرنا
المعاني السامية من وراء هذه الرابطة ؟ وهل عملنا على تقوية هذه الرابطة خوفاً
عليها من الترهل أو التصدع أو التفكك والانهيار ؟ ؟ ؟ !!! ...