هزة قلبية

أدركت حال انهياري أن قلبي كان عرضة ....لهزة قلبية عنيفة


هزّة قلبية كانت من القوة بحيث لو كان لقلبي من جدران لأسقطتها واحدا تلو الآخر

ولو قدّر الله لمقياس ريختر أن يقيسها لصنفت ضمن الهزّات المدمّرة والتي باتت تضرب أرجاء الأرض هذه الأيام

لكني كنت اعلم أنها قادمة

هكذا أنبأني حدس الشعور وعلامات الروح

فأنا أشعر منذ فترة ليست بالقصيرة بجفوة هذا الذي استقر في مكان القيادة في جسدي

كانت كل برامجي أعضائي مسيرة له وفي جفوة تامة

وكأني كنت أسيرة له ضمن انقلاب عسكري على الحاكم العام

وكأني بجرمي جنيت على نفسي

كم تجاهلت إشاراته التي بعثها لي الواحدة تلو الأخرى

هذا الإعراض التام عن غذاءات روحي أدخلني لدوامة إن سقطتَ فيها بإرادتك فعليك أن تنتظر النهاية

قلبي الذي سقيته وغذيته الأشعار وقصص العاشقين

هذا الذي ذرفت وإياه دموع العشق والحسرات وخضت وإياه غمار المغامرات أعلن أخيرا عصيانه المدني والعسكري التام

فلقد أدرك أن احتراقه.. كان بيدي

وأني من فككت عنه كل سبل السماء

وأني من أظلمت صفحته ووجهت مسيرته في مستنقعات وسبخات لانجاة منها

قد آن أوان ارتجافه

تلك الرجفة التي تهدُّ ما بنته يداي حوله من طين وكدر

أن أهبط معه في رحلة ورائية لنستعرض-رغما عن إرادتي التي لازالت تتشبث بالوهن-كل ما أعرضت عنه , كل ما تركته بإرادتي

رحلة اصطدمت بمحطات تقصيري فيها

وجدبات إعراضي وغفلتي...يالهذه الواحة الغناء التي كانت في صدري ..واحسرتا عليها ..قد أضحت قفراء وفيافي من ألم

قلبي المتعب مني ومن تكالب النكت السود على جدرانه أعلن إضرابا وثورة عارمين

ثورة حتى النخاع تمتد في كل خلايا الجسد الذي يجري فيه دمي وتسري فيه أنفاسي

ثورة حتى الرضوخ لمطالبه العادلة

وقفة واحدة أمام المرآة لألمح انطفاء النور الذي كان في وقت ما ينعكس على صفحتها

وانحناء الذل والضنك وكأني عجوز في أيامه الأخير

هزة لن تنتهي إلا بالوقوف مجددا تجاه قبلة القلب

وإخضاع كافة الجسد لحالة الخشوع العليا

وأمر لمركز الدموع بالجريان حتى تصل أمواجه لقلبي فتغسله مرة تلو الأخرى ليعود قلبا أبيض

ولا بد من هزّات ارتدادية لضمان عدم انشغالي مرة أخرى بذاتي الفانية

هذا ما كان وما سيكون

وهكذا انتهى بيان قلبي

والذي عانى -كما سبق وأعلنت

من هزّة قلبية عنيفة