حيث لا يوجد أي ضوء
سمعت صوت بكاء حزين
حاولت أن أستدل على مصدره
فإذا بها طفلة صغيرة نورها قد بدد ذلك الظلام
مستلقية عند زاوية صغيرة
أرتعدت من الخوف مذ رأتني
ومع خوفها رأيت في عينيها سؤال
ماذا تريد مني أيها الغريب......؟
طمأنتها
هدأت من روعهـــــا
مسحـــت بكفي عــلى رأســـها
وأجبتهــــا لا تخافين .....
فقط أردت معرفة ذلك السبب الذي يجعلك يا طفلتي تبكين ..!!؟
ولم في هذه الزاوية تستلقين ......؟؟
أهذا هو مكان زهرة الياسمين ....
كانت طفلة لا توصف من جمالها
النور طغى على وجهها
لكن الحزن قد أنهكها
كـــانت أجمل من تلك الزهرة التي بها قد وصفتها
أظن أنني بالوصف قد ظلمتها
هدئت
كانت مستلقية فجلست
ضمت بتلك اليدين الناعمتين قدميها
وبدأت ترتفع عن بعضها شفتيها
معلنا إنطلاق الحديث وإفراغ كل مالديها
كان صوتها جميل في أثناء الحديث
لكن كان حديثها جريح
وأرى في عينيها الإنكسار
قالت
أنا يتيمة الأبوين
ليس لي من يرعاني في هذا الزمن الغادر
أختبئ كل ليلة هنا وفي جنح الظلام حتى لا يراني أحد
سألتها وماذا حل بأبويك حتى تكوني يتيمة
أجابت والدموع قد أغرقت عينيها ووجنتيها
قد فاراقا والديً الحياة برصاص الغدر
ورحلوا جميع أخوتي بحكم الظالمين
ولم يبقى سوى غيري حاملة ذلك الألم بقلبي الصغير
كل ليلة تكون هذه الأرض ملجئ والسماء غطاء لي
دمعت مع عيني عينها
وهي ما زالت تسترسل بالحديث
وتخاطبني وقلبي معها أصبح جريح
وإن أتاني ذلك البرد القارس
تذكرت أحضان أمي الغالية وجسمي فيه دفين
وعندما أرى أقتراب سقوط دمعتي من محاجري
أتذكر يد والدي وهي تربت على كتفي بذاك الحنين
عجبت لصلابتها وقوة بأسها
لكن قلبي مكسور لحالها
وطعنات الغدر من الدنيا الذي أحتضنها جسدها
بينما فكري مشغول بما قالت
إذ تمر حفنة هواء باردة
لتجعل تلك الطفلة الصغيرة ترتجف من البرد
أخذت معطفي الأسود ودفئت جسدها
كافئتني بإبتسامة مجروحة
عليها الكثير من غبار الدنيا الخانق
فتحت أحضاني لها
فإذا بها تلقي بجسدها المتعب في تلك الأحضان
وتغط في سبات عميق
حيث لا صحوة أبدا بعدها
فقد فارقت روحها الدنيا
فل يرحمك البارئ أيتها المسكينة
ول يسكنك فسيح جنانه
في ليلة ظلماء