والذي يهمنا مع قدوم هذه العطلة أن نتذكر دورنا كآباء ومربين في هذه المرحلة الهامة من حياة كل إنسان ,
علماً أن الفراغ الناتج في هذه المرحلة يشكل خطراً إذا لم يوظف بهوايات نافعة ورياضيات مفيدة . فدورنا لايتوقف عند تلبية حاجات الطلاب المادية والدراسية واحتياجات اللباس فقط ,بل يعتبر هذا المفهوم خاطئاً وربما يؤدي إلى عقبات غاية في الصعوبة في المستقبل .
إن العامل النفسي والعامل الاجتماعي ضروريان لتوجيه طلابنا نحو الغاية المنشودة للدراسة والتفوق والاستفادة من أوقات فراغهم على الوجه الأكمل .
إن رفع وعي الطلاب لأهمية التعليم وضرورته في حياتهم يشكل أولى الأهداف التربوية المنشودة , فالطالب يعتقد أن الدراسة هي ( البعبع ) أو الحاجز الذي يقف أمام رغباته وطموحاته , فهو بتفكر البسيط لايدرك ضرورة الدراسة وفوائدها , لأننا مارسنا عليه أنواع الاضطهاد النفسي بتحويل بيوتنا إلى خطوط حمراء ببداية كل عام دراسي جديد وحرمانهم من أبسط أنواع الترفيه والتسلية المفيدة .
إننا ببساطة نستطيع أن نحول العطلة الصيفية إلى مركز لتنمية الهوايات وجعلها تنصب في طريق دارستهم .
إن حث التلميذ على الاهتمام بالحاسوب وإتقان برامج معينة مفيدة لها فوائد لابد أن يجنيها الطالب في المستقبل إذا أحسن التعامل معها , وكذلك التسجيل في دورات اللغات الأجنبية ذات الطابع الدراسي الجيد , مع عدم إغفال اللغة العربية كلغة أساسية , مما يعود بالإيجاب عليه في تنمية قدراته واهتماماته .
إن طلابنا - بشكل عام - لاينقصهم سوى الترشيد والتوجيه السليم الذي يؤهله للمتابعة طريقه بشكل من المصاعب والعقبات .
إن غايتنا في جعل الكتاب المفيد الذي ينمي القدرات الذهنية والدراسية والإنشائية , هو أقصى أمانينا , ففي الوقت الذي يصبح الكتاب هو الرفيق الحميم للطالب , نكون قد بلغنا شوطاً في غاياتنا التعليمية .
إننا نستطيع تحويل العطلة الصيفية إلى رحلة استجمام , وإلى سفر ممتع إذا أحسنا التعامل الصحيح معها , وذلك بتعليم الطالب كيفية تنظيم الوقت واستثماره بشكل جيد ليحقق في دراسته أعلى المستويات .
إن الزمن جزء من العلاج فعلينا ألا نستعجل في قطف الثمار من خلال إحداث عملية تغيير سريعة في أذهان الطلاب , الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية .
فالزمن والحكمة وحسن التصرف , كفيلة بأن نعلم أبناءنا كيفية الاستفادة من العطلة الصيفية وإلا فالشوارع المزدحمة بالأطفال والمراهقين ستظل عامرة بهم إذا لم يجدوا من يسدد خطاهم ويوجههم إلى الطريق الصحيح .
فكما زرعوا فأكلنا , فعلينا أن نزرع ليأكلون , ونكتب ليقرؤون , ونفنى ليعيشون .